Fajr Al-Quran

Fajr Al-Quran Fajr Al-Quran Fajr Al-Quran
  • ----
  • العربية
    • القرآن
    • النفس البشرية
    • السموات
    • الأرض
  • English
    • Al-Rahmaan
    • Earth
    • conscious self
    • The Message
    • The Skys
    • Quran
  • More
    • ----
    • العربية
      • القرآن
      • النفس البشرية
      • السموات
      • الأرض
    • English
      • Al-Rahmaan
      • Earth
      • conscious self
      • The Message
      • The Skys
      • Quran

Fajr Al-Quran

Fajr Al-Quran Fajr Al-Quran Fajr Al-Quran
  • ----
  • العربية
    • القرآن
    • النفس البشرية
    • السموات
    • الأرض
  • English
    • Al-Rahmaan
    • Earth
    • conscious self
    • The Message
    • The Skys
    • Quran
https://img1.wsimg.com/isteam/videos/YoxPWwq

النص القرآني

السماوات – المعنى المعرفي المقدّس

في الفهم الذي ينطلق منه هذا الكتاب، لا تشير "السماوات" في القرآن إلى مجرد البُعد الفيزيائي العلوي، بل تُفهم على أنها رمز المعرفة، والعالم اللامادي، والمصدر الأول للعلم الإلهي. فالسماوات، كما يقدمها النص القرآني، ليست فراغًا، بل عوالم عامرة، مقدّسة، مصانة، منزّهة، لا يدخلها العبث، ولا يصلها الباطل.

الله عز وجل يقول: ﴿تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾، ويقول: ﴿وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ﴾. هذا التنزيل ليس مجرد انتقالٍ ماديّ، بل هو انتقال معرفي من السماء – عالم المعرفة الإلهية – إلى الأرض – عالم المادة.

إنّ السماوات في هذا السياق تمثل العالَم الذي يُحمَل فيه الوحي، وتحمل الملائكة فيه رسائل الله إلى خلقه، ليس كرسل فحسب، بل كحاملين للعلم والمعنى. فهم وسائط المعرفة، وليسوا مجرد مخلوقات نورانية معزولة عن الوظيفة.

ومن هذا المنظور، فإن تقديس السماء لا يكون فقط كاتجاه فيزيائي، بل كرمزٍ للمعرفة الإلهية المحفوظة، التي لا يمكن تحريفها ولا تدنيسها. فالله يقول عن الكتاب: ﴿فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ * لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ﴾، وهذا يشير إلى أن المعرفة الحقيقية لا يُؤتى بها إلا عبر الطهارة القلبية والفكرية، فهي من عالمٍ مقدّس، منسوب لله، محفوظ بأمره.

وقد ارتبطت السماوات دومًا بالملائكة، الذين وصفهم القرآن بأنهم "عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ * لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ". إنهم ليسوا فقط عبيد طائعين، بل أدوات نقلٍ للمعرفة وتنفيذٍ للإرادة الربانية، بما يجعلهم جزءًا من منظومة الوحي.

إن فهمنا للسماوات كرمز للمعرفة يمنحنا قراءة مختلفة تمامًا للقرآن. فكل ما نزل من السماء إنما هو معرفة: الكتاب، الحكمة، التقدير، الرزق، الروح، المطر – وكلها رموز لها بعد معرفي وروحي عميق.

وفي هذا السياق، لا يمكن فصل المعرفة عن المادة، كما لا يمكن فصل السماء عن الأرض. فالمعرفة بدون مادة تبقى وهمًا لا أثر له، والمادة بدون معرفة تبقى جوفاء، بلا قيمة. إن اجتماع المعرفة والمادة هو الذي يُنتج الحق، وهذا الاجتماع لا يكون إلا بإذن الرحمن.

في ضوء هذا التصور، يصبح للسماء قداسة تتجاوز المكان، لتصبح موضعًا للمعنى، ومرجعًا للفهم، ومصدرًا للحق. إنها ليست فقط مقابلًا للأرض، بل شريكتها في فعل الخلق، من حيث إن الله قرن بينهما وجعل بينهما توازنًا دقيقًا.

الرجاء البحث عن صفحة الأرض، لأننا سننظر إلى الأرض باعتبارها مجال تحقق هذه المعرفة، وموضع التجربة الإنسانية، وكيف أن العلاقة بين السماء والأرض – بين المعرفة والمادة – هي جوهر رسالة القرآن.

حقوق النشر © 2025 فجر القرآن - جميع الحقوق محفوظة

This website uses cookies.

We use cookies to analyze website traffic and optimize your website experience. By accepting our use of cookies, your data will be aggregated with all other user data.

Accept